إعلان أعلي المقال

استعدادا لاجراء الانتخابات البلدية القادمة، سيتم قبل موفى مارس القادم حلّ جميع النيابات الخصوصية وتكليف المعتمد برئاسة نيابات ظرفية ما قد يتسبب في اضطراب العمل البلدي في الفترة القادمة.

تونس
من المنتظر ان يتم حل جميع النيابات الخصوصية القائمة حاليا بمهام البلديات قبل 8 أشهر من موعد اجراء الانتخابات البلدية اي في حدود شهر مارس وسيتم احداث نيابات خصوصية مؤقتة ذات صبغة «ادارية» يسيرها معتمد الجهة... وقد تم الى حد الآن حل 140 نيابة في انتظار اتمام البقية.
غير ان هذا الاجراء سيطرح وفق الملاحظين مشكل امكانية اضطراب العمل البلدي ويطرح ايضا تساؤلا حول مدى قدرة المعتمد على القيام بمهام مزدوجة وهي تسيير المعتمدية والبلدية في الآن نفسه طيلة 8 أشهر وما قد يتسبب فيه ذلك من ارتباك وتراجع في جودة العمل البلدي لمدة طويلة.
مهمّش بطبعه
يرى المتابعون ان العمل البلدي مضطرب بطبعه بعد ان شهد تهميشا كبيرا خلال السنوات الماضية اثر حل البلديات السابقة وتعويضها بالنيابات الخصوصية. فاغلب هذه النيابات لم يقدر على القيام بمهامه على الوجه الاكمل لعدة اعتبارات. وهو ما تجسد مثلا على مستوى العناية بالنظافة ورفع الفضلات وعلى مستوى العناية بالبنية التحتية وبالعلامات الاضواء المرورية وكذلك بانتشار ظاهرة البناء الفوضوي والاستغلال العشوائي للطريق العام وللأرصفة وتراجع دور ونجاعة المراقبة البلدية بالنسبة للاسواق ( الاسعار – الغش – مخالفة التراتيب الصحية..). الى جانب ما اصبح يعترض المواطن ايضا من مشاكل وتعطيلات اخرى ذات علاقة بالعمل البلدي الاداري ( التراخيص – الوثائق –الاكتظاظ ..)
وقد حصل كل ذلك رغم ان النيابات الخصوصية كانت تتمتع بسلطة قوية نسبيا بحكم استنادها الى مختلف الاطراف عند تعيينها ( برلمان – احزاب سياسية – حكومة – مجتمع مدني..).
صعوبات بالجملة
يدفع هذا الواقع الى التساؤل عن الحالة التي سيكون عليها العمل البلدي خلال الاشهر الثمانية القادمة باشراف بلديات «مؤقتة» سيُشرف عليها المعتمد ولا يُعرف كيف سيقع تعيين بقية اعضائها. فاغلب المعتمدين وقع تعيينهم في الحركة الاخيرة، وكثير منهم تنقصه الخبرة الكافية في تسيير الشأن العام وهو ما سيضعهم امام صعوبات كبيرة لاتمام مهامهم المقسمة بين البلدية والمعتمدية على احسن وجه. وكل ذلك بالنظر الى ما يحيط بالعمل البلدي من صعوبات وتعقيدات ومشاكل بالجملة على عدة مستويات، وبالنظر ايضا الى ما تتطلبه المعتمديات من عمل كبير نظرا لما يرتبط بها ايضا من مشاغل عديدة ذات علاقة بالشأن التنموي والشأن الاجتماعي في الجهات. وستنضاف الى ذلك مشاغل الاستعدادات للانتخابات البلدية وما ستتطلبه من مجهودات استثنائية طيلة الفترة القادمة.
فترة حساسة
كل ذلك جعل اغلب الملاحظين يعتبرون ان الفترة القادمة ستكون صعبة للغاية على مستوى العمل البلدي بل ان جزء هاما منه قد يشهد اضطرابا كبيرا وربما بعض الشلل وهو ما سيتسبب في مزيد من حدة المشاكل ذات العلاقة. كما ان ذلك سيتزامن مع فترة حساسة من العام يتخللها فصل الصيف وشهر رمضان وموسم الاصطياف الى جانب الاعياد والعودة المدرسية وفترة ارتفاع نسبة انجاز البنايات وفترة التحضير للانتخابات البلدية. وكلها تتطلب مجهودات اكثر على مستوى العمل البلدي من حيث النظافة والمراقبة البلدية الاقتصادية والصحية ومنح التراخيص والعناية بالبنية التحتية . وهي مهام قد تتجاوز قدرات وطاقات النيابات الوقتية التي سيقع تعيينها وقدرات وطاقات المعتمد الذي سيترأسها، ما قد يدفع الى التفكير في صيغة جديدة لتسييرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال