تسعة و العشرون سنة على العملية الفدائية الاسطورية التي عرفت بعملية الطائرات الشراعية ....
والتي نفذها الفدائي التونسي البطل ميلود بن ناجح (بن لومة) والفدائي السوري البطل خالد أكر
ليلة الطائرات الشراعية
لن ينس أيا من المجاهدين الفلسطينيين أو حتى العدو الصهيوني تفاصيل ما حدث ليلة الخامس و العشرين من نوفمبر عام 1987م، الليلة التي دعيت في كل الأوساط "بليلة الطائرات الشراعية".
فوق أحد تلال وادي البقاع اللبناني وقف أربعة نسور إلى جوار طائراتهم الشراعية، فلسطينيان (لا يزال أسميهما رهن السرية المطلقة)،تونسي يدعى "ميلود نجاح" ، و مقاتل سوري أسمه "خالد محمد أكر".
كلهم كانوا يدركون تمام الإدراك أنها رحلة بلا عودة، كلهم أدركوا أنه عندما تحط طائراتهم في نقطة الوصول فما من وسيلة ستجعلها تقلع مرة أخرى.
في الساعة الثامنة و النصف مساء أدى الطيارون التحية العسكرية لقادتهم في (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة) قبل أن يحلقوا مقلعين بطائراتهم الخفيفة.
نتيجة صعوبات ميكانيكية فإن طائرتين اضطرتا للهبوط داخل الحدود اللبنانية ، بينما تحطمت طائرة التونسي "ميلود" في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها قوات "جيش لبنان الجنوبي" العميلة.
أما خالد فقد استطاع السيطرة بإحكام على طائرته و كما تلقن حافظ على تحليقه فوق منطقة الأحراش ليتفادى الرادارات الصهيونية و نقاط مراقباتهم.
و نتيجة حجم الطائرة الصغير و التحليق الصامت و براعة و أستاذية الطيار، استطاع "خالد" أن يصل إلى منطقة الهدف:
"معسكر غيبور" قرب "بيت هيلال" و الذي يضم الصفوة من القوات الخاصة الصهيونية.
هبط البطل في هدوء،و حاملا مدفعه "الكلاشنكوف" بيمناه و مسدسه الكاتم للصوت بيسراه، بدا تحركه نحو بوابة المعسكر.
و كانت مفاجئة قاتلة للجنود اليهود و هم يواجهون مقاتلا منفردا يقاتل كما الأسود.
و قبل أن يستشهد البطل السوري"خالد محمد أكر"-بعد أن تمزق جسده بفعل رصاصات الصهاينة- كان قد تمكن من قتل 37 مقاتلا يهوديا و جرح 20 آخرين.
و بعد اتصالات عاجلة بين نقاط المراقبة الصهيونية بدأت دوريات الاحتلال في مسح الحدود لكشف تواجد مقالتين آخرين و في دورية مشتركة مع خونة "جيش لبنان الجنوبي" عثر على طائرة "ميلود" المحطمة، الذي كان يختبئ على مقربة بعد أن التوي كاحله جراء هبوطه العنيف.
و لم يستسلم "ميلود" و قاتل كما يجب أن يقاتل فارس عربي مسلم، و قد استطاع"ميلود" أن يجندل 5من جنود العدو قبل استشهاده.
مقاتلان : سوري و تونسي أضافا قطرات من دماهما إلى بحر دماء الشهداء الهادر... فداء… لفلسطين.
ليلة الطائرات الشراعية.
-----------------------------------------------------------------------
بعد عملية ما يسمى "سلامة الجليل" التي على إثرها اجتاح الكيان الصهيوني بجيشهِ بيروت والجنوب اللبناني عام 1982م، وقف رئيس العدو آنذاك الإرهابي مناحيم بيغن وقال لسكان المستعمرات شمال فلسطين: "الآن آن الأوان كي تنعموا بالهدوء والأمن والاستقرار إلى الأبد وإن أي أذى لن يلحق بكم بعد الآن.."، فكانت عملية قبية النوعية برهاناً لتكذيب مزاعم بيغن وباقي من تبقى من قادة العدو، حيث أن الفوضى والرعب دخل إلى قلب المؤسسة العسكرية الصهيونية.
* * *
لماذا سميت بعملية قبية؟؟
لأن ذاكرة العربي الفلسطيني المقاتل لا تنسى، ولكي يظل الوطن محفوراً في الوجدان والذاكرة ويظل الشهداء ماثلين أمامنا أطفالاً ورجالاً وشيوخاً ونساءً، وحتى لا ننسى تفاصيل قرانا ومدننا وفلسطين الوطن.
حملت عملية الطائرات الشراعية اسم قبية، لتكون قبية تاريخ فجر جديد مشرق بالانتماء لكل فلسطين: الأرض والإنسان، فلسطين هوية الأحرار والمناضلين والاسم الحركي لمناهضة الإمبريالية العالمية وذنبها الكيان الصهيوني.
قبية: قرية تقع في قضاء رام الله وفي تاريخ 14 - 10 - 1953 م من يوم الأربعاء مساءً شن العدو الصهيوني عدواناً إجرامياً بقيادة ارئيل شارون - أمد الله في عمره على حالته التي هو عليها ِ- ليوقع 51 شهيداً من سكانها و 15 جريحاً وكلهم من المدنيين والمواطنين المسالمين المجردين من السلاح، ثم قامت العصابات بنسف جميع منازل القرية الصغيرة ودمرتها تدميراً شاملاً... وها هو المقاتل العربي الفلسطيني لا ينسى جراح شعبهِ وإن مضى عليها 34 عاماً.
******
بالإضافة الى ما ظهر في هذه العملية من شجاعة المقاتل العربي المسلم ( وجد في جيوب المقاتلين مصاحف ) و ما ظهر من جبن لدى جنود الأعداء و للمفاجأة كان دورها الفعال فقد ظهرت لقطة علينا ان نعترف بها و ندرسها لجيوشنا :
فعندما انتهت المعركة نقل جنود العدو جثة الشهيد خالد اكر في نقالة الى المستوصف الصحي في نستعمرة قريات شمونه و وضعوها خارج المستوصف قرب الباب ، و عندما وصل قائد لواء جولاني المستعمرة ذهب الى المستوصف فمر بجثمان الشهيد خالد أكر ملفوفا ببطانية فأدى القائد الصهيوني التحية العسكرية امام الجثمان فهمس قائد المعسكر في اذن قائد اللواء ان هذه جثة المخرب قائد الهجوم فقال قائد اللواء انه يستحق التحية .
الوسوم: أقلام حرة
مقالات ذات صلة
أقلام حرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق