إعلان أعلي المقال

الليل في منزل بورقيبة بلال تيقولمامين ( ب ت ) .

ها هي ساعة الصفر تدق طبولها معلنة عن ولادة فجر جديد في أرض يقال لها منزل بورقيبة حيث إذا نظرت إليها من سيدي يحي رأيت الليل ممدودا على أسطح المنازل مستمتعا بضوء القمر و ترى أضواء الأعمدة تشع لتمحو الدجي في ليلة ظلماء و سماء مرصعة بالنجوم نجوم ملأن الكون أنوارا . وأعجب معي لذاك الهدوء العجيب الرهيب الذي ألقى رداءه على المدينة راسما لها لوحة تنفجر منها عيون الجمال . لا أحدثكم عن السيارات المخبولة التي اتخذت من طريق تونس مضمارا لتنافس فقط بل و بالقرب منه تسمع زمجرة الفور الالكتريك و هذا النسيم العليل الذي يتسلل إلى بنات العقل ليبعث فيها النشاط و لكن تقطعه رائحة القهوة الصهباء التي جعلت هذا الرجل يتمايل ذات اليمين و ذات الشمال و قد تعتعه السكر مذ مفارقته لشجرة كانت أفانينها سترة له من القيل و القال . و الشوارع الثمانية قد سكنتها أعين تحكي لك عن مبايعتها لشعب تحميه من كل خطر محدق و من تلك النافذة يطل عليك نور شع ضياؤه ربما يخبرك أن عبدا قد تفكر سجادته أو شخصا أراد أن يقمع قرقرة بطنه بقطعة خبز يابسة حتى تفتح الدكاكين أبوابها أو قلما أراد حفر بئرا من معاني العشق و الغرام لمن هفا إليه قلبه الكسير فمتى خالجت نفسه صورتها دون إذن رسمي من العقل اشتعلت أجهزة دولة الخيال و عقدت اجتماعا طارئا بالبديع و البيان تحت قبة البلاغة للخروج ببيان يفصح عن خلجاته المستعرة . و قبل أن تنادي المآذن في الناس لصلاة تسمع صرير نقالة جعلت من ابن السبات لحافا يقيها شر الألسن المقيتة فقط لأنها قررت جمع البلاستيك و بيعه عندما يطارد النهار الليل . فهاهي حبات الندى استقرت فوق وريقات شجرة الخروب أو التوت كعبارات سكبها الليل لوداع الفجر ، ليل بأفراحه و أتراحه ، ليل لا أعلم متى يلد فجرا يخرجني مما أنا فيه ؟ أيها الليل و تخرجني مما أنا فيه ، مما أنا فيه ، مما أنا فيه . ملحوظة : كلمة الليل في آخرة فقرة لها رمزية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال