حقائق صادمة للتونسيين عرضتها ليلة أمس الجلسة العلنية التاسعة لهيئة الحقيقة والكرامة وهي تدخل ضمن مسار العدالة الانتقالية وبالتحديد الأحداث التي تزامنت مع خروج المحتل من تونس ومعارك التحرير الوطني التي خاذها جمع من أنبل وأشجع رجال تونس وقدموا الغالي والنفيس من أجل الاستقلال. عدد كبير من هؤلاء المقاومين والمناضلين نستهم الذاكرة الوطنية وحقرتهم الرواية الرسمية للتاريخ وتجاهلتهم دولة الإستقلال وربما كانت مشاركة في جريمة إبادتهم
نتطرق في هذا المقال بالتحديد لشهداء الثورة اليوسفية ضد الاستعمار والتي نشأت إثر الخلاف داخل الحزب الحر الدستوري بين موافق على اتفاقيات الحكم الداخلي (شق بورقيبة) والرافض لها (شق الأمانة العامة أو صالح بن يوسف). توزعت بين مجموعة رضا بن عمار بالشمال الغربي والمقاومة اليوسفية بالجنوب التي كانت شرشة بحسب ما عرضته هيئة الحقيقة والكرامة. ودارت عديد المعارك في هذه الفترة بين القوات الفرنسية والمقاومة التونسية أبرزها :
معاركة كبيرته في جبل بوهلال (توزر) بين القوات الفرنسية ومجموعة القائد الطاهر بالأخضر آواخر 1956
معركة فرنانة بقيادة القائد الطيب الزلاق بتاريخ 30 جانفي 1956
معركة جبل آقري بتاريخ 29 ماي 1956 بقيادة العجمي من محمد المدور ، أحمد الأزرق ، أحمد بن عثمان وباك الناصر موزعين على تسعة مجموعات متحصنة بالجبل وتم قصفهم بمدفعية الطيران الحربي الفرنسي بالتنسيق مع لجان الرعاية الدستورية وخلفت 60 شهيدا و200 أسير ومنع أهاليهم من دفنهم تحت الرعب مما جعل رفاتهم منتشرة ليومنا هذا حول الجبل.
فهل ستعيد الدولة التونسية الاعتبار لهؤلاء الشهداء بجمع رفاتهم وبتنظيم جنازة وطنية لهم ورفع كل أشكال التظليل في الرواية الرسمية للأحداث التي جعلت منهم لمعارضتهم لتوجه التظام البورقيبي أنذاك.
يذكر أنه وحسب عديد الشهادات فإن أغلب المقاومين اليوسفيين قد أعربوا عن رفضهم للاتفاقيات الحكم المحلي حتى قبل نشوب الخلاف بين صالح بن يوسف وبورقيبة وبذلك فإن ولاءهم لم يكن لزعيم صالح بن يوسف على حساب بورقيبة ولكن قبل كل شيء لرفضهم وقف القتال قبل الحصول على الاستقلال التام ومغادرة المستعمر لتراب الوطن.
صورة أخرى للمأساة التي تعرض لها اليوسفيون في حقولهم ومتاجرهم تمثلت في القتل العمد والتعذيب في ما عرف بصباط الظلام التي نفذتها لجان الرعاية التي شكلها بورقيبة وحصد لها المكافأت وكان أغلب أعضاءها من المقاومين القدامى الذين انظموا لشقه ونكلوا برفقاء الأمس في النضال والمقاومة وتعاونوا مع المستعمر لدحرهم وهي من سخرية القدر ومن الدروس والعبر التي يمكن أن نتعلمها من التاريخ فمن يكون الخائن : هل هو الذي قاتل من أجل وطنه للرمق الأخير أو من تعاون مع المستعمر ضد بني وطنه ؟
عادل علجان - التيار نيوز
[embed width="" height=""]https://youtu.be/-6vnMyoOvyw[/embed]
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق