إعلان أعلي المقال

النادي التونسي للعلوم  | أحياء

يعد هذا الإنجاز سابقة نوعية في مجال بيولوجيا النسل و التكاثر .. خلايا تكاثرية أنثوية ، البويضات ، يتم انتاجها داخل المختبرات !! و قد تم إنتاجها انطلاقا من خلايا جذعية جنينية .. بل حتى جلدية ! هذه الأمشاج المنتجة مخبريا أدت لإنجاب فئران يتمتعون بخصوبة عالية و صحة ممتازة و هو ما يعني نجاح التكاثر المخبري اعتمادا على أمشاج مولدة مخبريا . انتاج هذه الخلايا مخبريا و صلوحيتها للتلاقح و الافضاء لولادات سليمة يعد في حد ذاته انجازا خارقا للعادة و لكن بالنظر للمصدر المعتمد للحصول عليها فإن الإنجاز يصبح أكثر إذهالا . فمن المعتاد أن يقوم الباحثون باستخراج بويضات من انثى بالغة حتى يتمكنوا من القيام باخصاب مخبري ، لكن هذه المرة قاموا بصناعة البويضات مباشرة و قاموا بعملية الاخصاب التي تكللت بالنجاح . المصدر الاول الذي اعتمد عليه الباحثون لخلق هذه الخلايا هو مصدر يعد تقليديا عاديا في عالم البيولوجيا و هو الخلايا التناسلية الأولية التي ستنمو و تتطور لتصبح بويضات أما المصدر الثاني فلم يكن سوى خلايا جلدية !! تم استخراج خلايا من جلود اناث بالغات و من ثم تم تحويلها لخلايا اولية باستخدام تقنية يعتمدها البيولوجيون منذ سنة 2004 تسمى ال IPS و التي ما يزال استعمالها على الخلايا البشرية يشكل جدلا قيميا اخلاقيا .
بعد شهر من النمو في المخبر ،حيث تبلغ البويضات مرحلة النضوج ، يقوم فريق هاتسوشيكو هاياشكي من كلية الطب بجامعة كيوشو بفيكوكا ، بتلقيح البويضات باستعمال تقنية ال FIVET او الاخصاب المخبري و أدت العملية لإنجاب 11 فأرا يتمتع جميعهم بصحة جيدة و قد أنجبوا بدورهم بطريقة طبيعية فئرانا بصحة ممتازة .
إلى أي مدى يجعلنا هذا الانجاز نأمل في المستقبل ؟
في مقام أول ، ستعطي هذه التتقنية أملا كبيرا للنساء اللاتي يعانين من عقم بسبب عدم قدرتهن على صناعة البويضات داخل مبائضهن ، لكنها ستساعد أيضا علماء البيولوجيا على مزيد من فهم اسباب العقم و طرق علاجه و تلفاديه . " من هنا الى 10 أو 20 سنة بإمكاننا أن نتصور أننا سنكون قادرين على صناعة بويضات بشرية بهذه الطريقة " يؤكد السيد هاياشي .
بطبيعة الحال تبقى نسبة نجاح هذه التجربة ضعيفة جدا ، ف0.9% فقط من الخلايا الجنينية المستعملة نجحت عليها التجربة و أدت لانجاب الفئران و النسبة ادنى بكثير مع الخلايا الجلدية . لكن بتطوير التقنيات المستعملة و مزيد من حسن الانتقاء ستصبح النتائج افضل .
هل سنتمكن يوما من الحصول على بويضات من اناث بلغن مرحلة العجز ؟ أو ربما من رجال ؟؟ نظريا الامر ممكن جدا و هو ما يؤكده السيد هاياشي ، و لكن برغم الصعوبات التي تواجه الباحثين في الحصول على بويضات انطلاقا من خلايا ذكرية فان المجتمع وحده من يقرر ان كان الامر مأمولا و مرغوبا أم لا .
__________________________
ترجمة: Nada Ngr
تصميم: Amr Jebberi
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال