تعتبر ولاية بنزرت إحدى عواصم الزيتون في هذا الفصل فهي تحتوي على عدد هام من المعاصر الخاصة بعصر الزيتون منها التقليدية ومنها العصرية والتي تعرف نشاطا حثيثا خلال هذا الموسم الذي يقع خلاله جمع صابة الزيتون وإنزالها الى المعاصر قصد عصرها.
أصحاب هذه المعاصر يشتكون من عديد الإشكاليات حيث أن أغلبهم أصبح مهددا بغلق معاصرهم نتيجة عدم تخصيص مصبات خاصة ومهيأة لتصريف النفايات وهي مادة تفرزها عملية العصر في وضعيتها النهائية مما يلوث المحيط الخارجي للمعاصر أين يقع وضع هذه الفواضل ويساهم في تلوث البيئة وإزعاج راحة كل المتساكنين المجاورين لهذه المعاصر.
كما أن وضعية أصحاب هذه المعاصر المتواجدة بربوع ولاية بنزرت المادية ليست على ما يرام مع البنوك نتيجة تفاقم الديون لأصحاب هذه المعاصر. كل هذه المشاكل المادية والبيئية أصبحت تهدد الموسم الفلاحي على مستوى عصر منتوج الزيتون لهذا الموسم الفلاحي .
وأمام هذا الوضع الصعب أذنت السلط الجهوية وفي مقدمتها والي الجهة بعقد جلسة عمل قصد تدارس الموضوع من جميع جوانبه وتوفير حلول جذرية لتجاوز كل هذه الإشكاليات بالنسبة الى هذا الموسم الفلاحي حيث على جميع الأطراف التي لها علاقة وطيدة بالموضوع إلى العمل على تجاوز كل الإشكاليات والعوائق التي قد تؤثر سلبا على المنتوج النهائي لهذه المعاصر وعلى صابة زيت الزيتون إجمالا.
حلول عملية
وقد تقدم عديد الحرفيين وأهل الاختصاص ببعض الحلول لإنقاذ هذا الموسم الفلاحي على مستوى عصر منتوج الزيتون من خلال تهيئة مصبات لتصريف مادة المرجين الناتجة عن عصر الزيتون وعدم إلقائها هنا وهناك نظرا لمساهمتها السلبية في تلوث المحيط إضافة إلى احتوائها حموضة جد مرتفعة دون أن ننسى الروائح الكريهة التي تتأتى من هذه الفواضل بعد خزنها. وبالتالي على أصحاب المعاصر العمل على تهيئة مصبات خاصة ولم لا جماعية بالمقاطع والمناطق الجبلية المتواجدة خارج مناطق العمران رغم معارضة البعض خوفا من تلوث المائدة المائية.
ومن الحلول الجذرية التي اقترحها البعض توسيع المصب المهيء بسيدي مبارك من معتمدية ماطر والمستغل من طرف 3 معاصر بالمنطقة وقد أصبح في تقدير الفنيين غير قادر على استيعاب المزيد من كميات المرجين نظرا لمحدودية سعته. وبالتالي فإن عملية توسيعه ستزيد في كمية استيعابه لهذه المادة.
ويرى البعض الآخر ضرورة العمل على تهيئة المصبات غير المهيأة والمتواجدة بمنطقتي بني نافع من بنزرت الشمالية والثاني المتواجد بمعتمدية غزالة وبالتالي التقليص من إلقاء هذه النفايات في الطبيعة وما ينتج عنه من تلوث وروائح كريهة مع العمل على تهيئة مصبات جديدة بعديد المعتمديات وخاصة التي تتكاثر بها المعاصر التقليدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق